العلامة السابعة عشر : التخلف عن صلاة الجماعة فقد قال عليه السلام كما جاء في الصحيح : " والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ، ثم أخالف إلى أناس لا يشهدون العشاء معنا - وفي لفظة الصلاة - فأحرق عليهم بيوتهم بالنار " . العلامة الثامنة عشر : الإفساد في الأرض قال الله تعالى " وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون " . فإن المنافق يسعى بين الناس بالنميمة ، أو يسعى بالوشاية بين القبائل ، أو بين الأب وابنه والأخ وأخيه أو يشهد شهادة زور فإن قيل له : أتقِ الله ؟ قال : والله ما أريد إلا الإصلاح ، والله وحده يعلم أنه يريد الفساد . العلامة التاسعة عشر : مخالفة الظاهر للباطن قال عز وجل : " إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد أنك لرسول الله ، والله يعلم أنك لرسوله ، والله يشهد أن المنافقون لكاذبون " . فالمنافقون هم القوم الذين شهدوا شهادة صدقوا فيها ، فكذبهم الله وأدخلهم بهذه الشهادة النار ، فقد صدقوا في الظاهر : أن الرسول رسول الله ، ولكن خالف ظاهرهم باطنهم ، فكذبهم الله في الباطن . ويقول أحد السلف : أعوذ بالله من خشوع النفاق : قالوا وما خشوع النفاق ؟ قال أن ترى الأعضاء ساكنة هادئة و القلب ليس بخاشع . العلامة العشرون : التخوف من الحوادث قال الله تعالى : " يحسبون كل صيحة عليهم " . فهم دوماً خائفون لا هم لهم إلا أن تكون حياتهم آمنة منعمة ، فلا هم لهم بنصر الإسلام ، أو بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، فإن دعى داعي الجهاد خافوا و ارتعدوا خوفا على حياتهم . العلامة الحادية و العشرون : الاعتذار كذباً جاء في السير أن الجد بن قيس حينما قال له الرسول عليه السلام : " اخرج معنا " قال : أنا رجل يا رسول الله أخاف من الفتنة على سمعي وبصري - أي يخاف على نفسه من الفتنة من نساء بني الأصفر - فصدقه النبي عليه السلام آخذاً بظاهره فانزل الله تعالى قرآنا يكذبه : " ومنهم من يقول ءأذن لي ولا تفتني ، ألا في الفتنة سقطو ، وإن جهنم لمحيطة بالكافرين " . العلامة الثانية والعشرون : الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف فقد قال تعالى : " يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف " ، فهم يَدَّعون أنهم يعلمون الدين وهم لا يفهمون منه شيئاً ، بل يتمنون أن تشيع الفاحشة بين المؤمنين فيسعون لإفساد المرأة ويسعون لتشييع الفاحشة بين المسلمين ويتمنون أن يقل العلم والدين والدعاة. العلامة الثالثة و العشرون : البخل فالمنافق يقبض يده شحاً ، قال تعالى : " المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض ، يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم ، نسوا الله فنسيهم " . فلا يتبرعون بالخير وهم قادرون عليه ، وإن أنفق أحدهم كان كارهاً حزيناً . العلامة الرابعة والعشرون : نسيان الله قال الله تعالى : " استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله " . فإن من أحب شيء أكثر ذكره ، فمن أحب الله أكثر ذكره ، وأما المنافق فأبغض ما عند الله و كره ذكر الله فقلل من ذكره تعالى ، أي نسي الله فنسيه جل شأنه - ومعنى نسيهم أي تركهم . العلامة الخامسة و العشرين : التكذيب بوعد الله و رسوله قال الله تعالى على لسانهم : " ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا " . وسبب نزول الآية أن الرسول صلى الله عليه و سلم حينما حفر الخندق في غزوة الأخراب مع الصحابة عرضت له عليه السلام صخرة ، فضربها عليه السلام بالمعول فلمع له كالبارق ، ثم ضرب فلمع له كالبارق ، فقال لأصحابه ما معناه أنه رأى الكنزين الأحمر والأبيض وسوف تعطاهما أمته عليه السلام ، فقال المنافقون - وهم حول الخندق - انظروا يعدنا بكنوز كسرى و قيصر ، وأحدنا لا يستطيع أن يبول من الخوف . وقد حقق الله النصر ففتح المسلمين بقاع الأرض . العلامة السادسة والعشرون : إهمال الباطن و الاهتمام بالظاهر قال تعالى : " وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم ، وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة " ، فلا يهتمون بمراقبة قلوبهم و نفوسهم ، فلا يراقبون الصلاة و لا يهتمون بالذكر . العلامة السابعة و العشرون : التفاصح و التشدق قال الله تعالى : " وإن يقولوا تسمع لقولهم " ، وقد ذم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم المُتشدق في كلامه ، وهو الذي يتشدق بالكلام كبراً . العلامة الثامنة و العشرون : عدم الفقه في الدين قال عليه السلام : " من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين " ، فعلامة المؤمن أنه يفقه في الدين ، و يعلم أن تعلمه مسألة من مسائل دينه تزيده تقرباً من الله عز وجل ، أما المنافق فيعلم كل شيء من أمور الدنيا ، فإن تكلم من حوله عن امور الآخرة كان آخر من تكلم و كأنه لا يعلم شيئاً - والعياذ بالله . العلامة التاسعة و العشرون: الاستخفاء من الناس و ارتكاب المعاصي خفية فالمنافق يجعل الله أهون الناظرين إليه بفعل المنكرات بالخفاء ، وإذا ظهر للناس استحى من المنكر فلم يفعله ، أما المؤمن فهو يراقب الله سراً وعلانية . قال الله تعالى : " يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله ، وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول " . العلامة الثلاثون : الفرح بمصيبة المؤمن والحزن عند مسرته قال تعالى : " إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل " . فإن سمع أن أحد الصالحين نزلت به مصيبة ينشر الخبر بفرح ، وإن أصاب أحد المسلمين فرح وسرور غضب و تضجر . | |
[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة] |
ثلاثون علامة للمنافقين
Admin- Admin
- عدد المساهمات : 187
نقاط : 554
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 28/03/2010
العمر : 30
- مساهمة رقم 1
؟؟؟؟؟؟
Admin- Admin
- عدد المساهمات : 187
نقاط : 554
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 28/03/2010
العمر : 30
- مساهمة رقم 2
ثلاثون علامة للمنافقين
ثلاثون علامة للمنافقين
ينقسم النفاق إلى قسمين عند أهل السنة و الجماعة :
- القسم الأول : نفاق اعتقادي ، يخرج صاحبه من الملة ، ويجعله في الدرك الأسفل من النار ، وهو الذي يُكَذب في الباطن برسالة الرسول عليه الصلاة و السلام أو بالكتب أو بالملائكة . قال سبحانه وتعالى : " ومن الناس من يقول أمنا بالله و باليوم الآخر وما هم بمؤمنين ، يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون ، في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً و لهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون " .
- القسم الثاني : وهو النفاق العملي ، ويدل عليه قول النبي عليه السلام " آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا أؤتمن خان " .
و للمنافقين ثلاثون علامة لكل منها دليل من القرآن و السنة وهي :
العلامة الأولى : الكذب
الذي قال عنه ابن تيمية رحمه الله أنه ركن من أركان الكفر ، وقال أيضاً أن الله إذا ذكر النفاق في القرآن ذكر معه الكذب .
قال تعالى : " والله يشهد إن المنافقين لكاذبين " و قال : " ولا يذكرون الله إلا قليلا " . والكذب سمة واضحة تشهد بالنفاق على صاحبها ، فالكذاب ملعون سواء كان مازحا أو جادا ، فبعض الناس يتساهلون بمن كذب مازحا وهذا خطأ كبير .
العلامة الثانية : الغدر
فمن أعطى عهده لرجل أو لامرأة أو لصديق أو لولد أو لولي أمر ثم غدره بلا سبب شرعي فقد فعل ركن من أركان النفاق ، حيث قال عليه الصلاة و السلام : " وإذا عاهد غدر " .
العلامة الثالثة : الفجور في الخصومات
قال عليه الصلاة و السلام : " وإذا خاصم فجر " ، قال أهل العلم : من خاصم مسلما ثم فجر في خصومته فقد أشهد الله أنه فاجر منافق .
العلامة الرابعة : الخلف في الوعد
ويظهر ذلك في عدم انضباط المسلمين بمواعيدهم ، فمن وعد أخاه في ساعة أو مكان أو يوم ثم أخلف ميعاده بلا عذر فقد أعلم أن فيه شعبه من النفاق ، قال عليه السلام : " وإذا وعد أخلف " . وإن تفشي ظاهرة خلف المواعيد بين المسلمين يعود إلى قلة الإيمان في نفوسهم ، ولو أنهم التزموا دينهم لكانت منهم صورة مشّرفة عن الدقة في مواعيدهم .
العلامة الخامسة : الكسل في العبادة
قال تعالى : " وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى " ، فما يُرى من تكاسل الإنسان عن الصلاة أو الصيام أو الذكر أو العلم إنما هو وسوسة الشيطان في نفسه ليبدأ النفاق في قلبه قطرة تلو الأخرى ، فليس كل من صلى برئ من النفاق ، فقد كان المنافقون يصلون مع النبي عليه الصلاة و السلام ، لكن ظهر النفاق فيهم بأن كانت صلاتهم و هم كسالى ، فقد روت عائشة أن الرسول صلى الله عليه و سلم كان يثب وثبا إذا سمع الصارخ وهو الديك ، فكان لا يقوم قياما بل وثبا ، وهذا ما يدل على حرارة الإيمان و قوة الإرادة .
العلامة السادسة : المراءاة في العبادة
قال الله تعالى : " يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا " ، وقال عليه السلام : " ليأتين أقوام يوم القيامة بحسنات أمثال عضاة تهامة ، يجعلها الله هباءً منشوراً ، قال الصحابة : يا رسول الله أليسوا بمسلمين ؟ قال : بلى ، ويصلون كما تصلون ويصومون كما تصومون ، ولهم فضول أموال يتصدقون بها ، وكان لهم حظ من الليل لكن كانوا إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها " .
فالرياء أخطر الأمراض إذا وقعت على العبد أفسدت عمله فلا يقبل الله من عمله قليلاً ولا كثيراً . قال عليه السلام : " إن الله يقول يوم القيامة أنا أغنى الشركاء عن الشرك من أشرك معي في عمل غيري تركته و شركه " . وإن النجاة من الرياء تكون بأن يعرف الإنسان أنه لا ينفع و لا يضر و يثيب ولا يعاقب إلا الله . وإن الإنسان إنما هو مخلوق ضعيف وعلى المسلم بالدعاء الحسن الذي علمه النبي عليه السلام لأصحابه " اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئاً وأنا أعلم وأستغفرك مما لا أعلم " .
العلامة السابعة : قلة الذكر
قال تعالى : " ولا يذكرون الله إلا قليلا " ، لم يقل الله تعالى : لا يذكرون الله ، بل هم يذكرون الله قليلاً ، فعلامة الإيمان هي كثرة الذكر ، قال تعالى : " فاذكروني أذكركم " ، وقال : " يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً " ، وقد ورد في السنة أدعية في الصباح و المساء و النوم وكل أحوال الإنسان ، ولقد ندب الرسول صلى الله عليه و سلم أن يرطب الإنسان لسانه بذكر الله فما أحرى المسلم أن يلتزم بهذه الأدعية الواردة عنه عليه السلام حتى يقي نفسه من النفاق ، فالشخص قليل الذكر يخشى عليه من النفاق .
العلامة الثامنة : نقر الصلاة
قال الله تعالى : " قد أفلح المؤمنون ، الذين هم في صلاتهم خاشعون " . والمصلين كثر ، ولكن قد يكونا اثنان في صف ، وبين صلاتهما كما بين السماء والأرض ، لأن أحدهما في قلبه إخلاص و مراقبة و خشية من الله ، والأخر في قلبه عدم استحضار لعظمة الله عز وجل و شرود و قلة مراقبة وخشية .
العلامة التاسعة : لمز المُطَّوِّعين من المؤمنين الصالحين
إن لمزهم هو سل الألسنة للنيل من أعراضهم ، فنجد المنافق لا هم له إلا الصالحين أو الملتزمين من أولياء الله لينال منهم ، فيتقصى أخبارهم و يستهزئ بهم و يهاجمهم ، مثل الدعاة و العلماء و طلبة العلم ، فمن تسبب في النيل من الصالحين و إيذائهم فإنما أثبت على نفسه علامة النفاق . قال تعالى " والذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات " .
العلامة العاشرة : الاستهزاء بالقرآن والسنة والرسول عليه الصلاة والسلام
قال تعالى : " أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون ، لا تعتذروا ، قد كفرتم بعد إيمانكم " ، لقد نزلت هذه الآية في قوم من المنافقين كانوا يصلون مع النبي عليه السلام و يصومون و يجاهدون ، ولكن جلسوا جلسة سمر ، فقال أحدهم : ما وجدنا كقرائنا - يعني الصحابة - أرغب بطوناً واجبن عند اللقاء ، فأنزل الله الحكم فيهم بكفرهم . وإن الاستهزاء المتعمد بسنن الرسول عليه السلام كاللحية و السواك و الثياب وكل ما جاء صحيحاً عنه عليه السلام : كفر يخرج صاحبه من الإسلام و يصبح دمه هدراً فله السيف و لا يصلى عليه و لا يكفن و لا يقبر في مقابر المسلمين .
العلامة الحادية عشرة : الحلف كاذبا
قال تعالى : " ولا تطع كل حلاف مهين " ، وكلمة حلاف معناها : كثير الحلف أي يحلف بالله باستمرار ، فإن أهون شيء عليه إذا وقع في المأزق هو أن يحلف بالله كاذباً فيكون أيمانه وقاية له وهو قوله تعالى : " اتخذوا إيمانهم جِنة " . قال الشافعي : ما حلفت بالله صادقاً أو كاذباً، وهكذا يكون توقير الله الواحد الأحد .
العلامة الثانية عشر : الإنفاق كرهاً
إن المسلم إذا أنفق انشرح صدره ، وحمد الله أن يسر له طريق الخير لفعله ، ويسر له من يقبل صدقته ، فهي من علامات المؤمن ، أما المنافق فينفق ماله و يتصدق به وهو كاره ، فقد يبني مسجدا أو يتبرع بأموال طائلة ، لكن إما رياء أو سمعة ، فهذا أولى به أن يمسك عليه ماله كي لا يضيعه فيكون عليه حسرة ، والأولى أن يصلح نفسه وينته لتكون صدقته شاهداً له لا عليه .
العلامة الثالثة عشر : التخذيل
وهو أن يخذل المسلم أخاه فهو دائماً متشائم ، فإن كانت هناك حرب بين كفار لهم عدة و أسلحة ومسلمين أقل منهم ، خذلهم بقوله أن الكفار من سينتصر فلا مقارنة بين الجيشين ، وينسى قوله تعالى : " وما النصر إلا من عند الله " . ذلك أنه ما استعز بالله عز وجل ، فهو دائم التخذيل للمسلمين في كل أمر مهما كان ، حتى لو راى مسلم يسلك طريق الخير خذله بحجة أن لا فائدة فيه ومكوثه في البيت أولى.
العلامة الرابعة عشر : الإرجاف
إن المرجف هو من يكبر الحوادث قال الشعبي: ما رأيت مثل المرجفين و الله لو أصبحت تسع و تسعين مرة لنسوها و لعدوا على غلطة واحدة ، فهم يعظمون الأمور و يزعزعون القلوب - نعوذ بالله من ذلك .
العلامة الخامسة عشر: الاعتراض على القدر :قال تعالى : " ما أصاب من مصيبة في الأرض و لا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها " . فالمسلم يسلم بالقدر متذكراً هذه الآية الكريمة صابراً راجياً ثواب الصبر ، أما المنافق فيعترض ولا يرضى بقضاء الله ، فإن نزلت به مصيبة قال : لو فعلت كذا و كذا ، فيكون قد كفر بالقضاء و القدر ، فيحرم لذة الرضا بالقضاء و القدر و يحرم الثواب .
كما قال أبو تمام:
أتصبر للبلوى رجاء و حسبة
فتؤجر أم تسلو كسلو البهائم
العلامة السادسة عشر : الوقوع في أعراض الصالحين
وهو يختلف عن الاستهزاء بهم ، فالوقوع في أعراضهم مثل الغيبة : قال تعالى : " سلقوكم بألسنة حداد أشحةً على الخير " ، حدادٍ أي كأنها سيوف ، فهم ينالون من الصالحين بغيبتهم في المجالس . ومن الدعاء ما يكون غيبة حسب مقصد صاحبه ، فإذا قلت : ما رأيك في فلان قال غفر الله لنا و له ، و هو لا يريد الدعاء له بالمغفرة بل يريد شيئاً آخر ، و كأنه يقول هداه الله أو عفانا مما ابتلاه أو ماشابه .
ينقسم النفاق إلى قسمين عند أهل السنة و الجماعة :
- القسم الأول : نفاق اعتقادي ، يخرج صاحبه من الملة ، ويجعله في الدرك الأسفل من النار ، وهو الذي يُكَذب في الباطن برسالة الرسول عليه الصلاة و السلام أو بالكتب أو بالملائكة . قال سبحانه وتعالى : " ومن الناس من يقول أمنا بالله و باليوم الآخر وما هم بمؤمنين ، يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون ، في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً و لهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون " .
- القسم الثاني : وهو النفاق العملي ، ويدل عليه قول النبي عليه السلام " آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا أؤتمن خان " .
و للمنافقين ثلاثون علامة لكل منها دليل من القرآن و السنة وهي :
العلامة الأولى : الكذب
الذي قال عنه ابن تيمية رحمه الله أنه ركن من أركان الكفر ، وقال أيضاً أن الله إذا ذكر النفاق في القرآن ذكر معه الكذب .
قال تعالى : " والله يشهد إن المنافقين لكاذبين " و قال : " ولا يذكرون الله إلا قليلا " . والكذب سمة واضحة تشهد بالنفاق على صاحبها ، فالكذاب ملعون سواء كان مازحا أو جادا ، فبعض الناس يتساهلون بمن كذب مازحا وهذا خطأ كبير .
العلامة الثانية : الغدر
فمن أعطى عهده لرجل أو لامرأة أو لصديق أو لولد أو لولي أمر ثم غدره بلا سبب شرعي فقد فعل ركن من أركان النفاق ، حيث قال عليه الصلاة و السلام : " وإذا عاهد غدر " .
العلامة الثالثة : الفجور في الخصومات
قال عليه الصلاة و السلام : " وإذا خاصم فجر " ، قال أهل العلم : من خاصم مسلما ثم فجر في خصومته فقد أشهد الله أنه فاجر منافق .
العلامة الرابعة : الخلف في الوعد
ويظهر ذلك في عدم انضباط المسلمين بمواعيدهم ، فمن وعد أخاه في ساعة أو مكان أو يوم ثم أخلف ميعاده بلا عذر فقد أعلم أن فيه شعبه من النفاق ، قال عليه السلام : " وإذا وعد أخلف " . وإن تفشي ظاهرة خلف المواعيد بين المسلمين يعود إلى قلة الإيمان في نفوسهم ، ولو أنهم التزموا دينهم لكانت منهم صورة مشّرفة عن الدقة في مواعيدهم .
العلامة الخامسة : الكسل في العبادة
قال تعالى : " وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى " ، فما يُرى من تكاسل الإنسان عن الصلاة أو الصيام أو الذكر أو العلم إنما هو وسوسة الشيطان في نفسه ليبدأ النفاق في قلبه قطرة تلو الأخرى ، فليس كل من صلى برئ من النفاق ، فقد كان المنافقون يصلون مع النبي عليه الصلاة و السلام ، لكن ظهر النفاق فيهم بأن كانت صلاتهم و هم كسالى ، فقد روت عائشة أن الرسول صلى الله عليه و سلم كان يثب وثبا إذا سمع الصارخ وهو الديك ، فكان لا يقوم قياما بل وثبا ، وهذا ما يدل على حرارة الإيمان و قوة الإرادة .
العلامة السادسة : المراءاة في العبادة
قال الله تعالى : " يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا " ، وقال عليه السلام : " ليأتين أقوام يوم القيامة بحسنات أمثال عضاة تهامة ، يجعلها الله هباءً منشوراً ، قال الصحابة : يا رسول الله أليسوا بمسلمين ؟ قال : بلى ، ويصلون كما تصلون ويصومون كما تصومون ، ولهم فضول أموال يتصدقون بها ، وكان لهم حظ من الليل لكن كانوا إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها " .
فالرياء أخطر الأمراض إذا وقعت على العبد أفسدت عمله فلا يقبل الله من عمله قليلاً ولا كثيراً . قال عليه السلام : " إن الله يقول يوم القيامة أنا أغنى الشركاء عن الشرك من أشرك معي في عمل غيري تركته و شركه " . وإن النجاة من الرياء تكون بأن يعرف الإنسان أنه لا ينفع و لا يضر و يثيب ولا يعاقب إلا الله . وإن الإنسان إنما هو مخلوق ضعيف وعلى المسلم بالدعاء الحسن الذي علمه النبي عليه السلام لأصحابه " اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئاً وأنا أعلم وأستغفرك مما لا أعلم " .
العلامة السابعة : قلة الذكر
قال تعالى : " ولا يذكرون الله إلا قليلا " ، لم يقل الله تعالى : لا يذكرون الله ، بل هم يذكرون الله قليلاً ، فعلامة الإيمان هي كثرة الذكر ، قال تعالى : " فاذكروني أذكركم " ، وقال : " يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً " ، وقد ورد في السنة أدعية في الصباح و المساء و النوم وكل أحوال الإنسان ، ولقد ندب الرسول صلى الله عليه و سلم أن يرطب الإنسان لسانه بذكر الله فما أحرى المسلم أن يلتزم بهذه الأدعية الواردة عنه عليه السلام حتى يقي نفسه من النفاق ، فالشخص قليل الذكر يخشى عليه من النفاق .
العلامة الثامنة : نقر الصلاة
قال الله تعالى : " قد أفلح المؤمنون ، الذين هم في صلاتهم خاشعون " . والمصلين كثر ، ولكن قد يكونا اثنان في صف ، وبين صلاتهما كما بين السماء والأرض ، لأن أحدهما في قلبه إخلاص و مراقبة و خشية من الله ، والأخر في قلبه عدم استحضار لعظمة الله عز وجل و شرود و قلة مراقبة وخشية .
العلامة التاسعة : لمز المُطَّوِّعين من المؤمنين الصالحين
إن لمزهم هو سل الألسنة للنيل من أعراضهم ، فنجد المنافق لا هم له إلا الصالحين أو الملتزمين من أولياء الله لينال منهم ، فيتقصى أخبارهم و يستهزئ بهم و يهاجمهم ، مثل الدعاة و العلماء و طلبة العلم ، فمن تسبب في النيل من الصالحين و إيذائهم فإنما أثبت على نفسه علامة النفاق . قال تعالى " والذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات " .
العلامة العاشرة : الاستهزاء بالقرآن والسنة والرسول عليه الصلاة والسلام
قال تعالى : " أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون ، لا تعتذروا ، قد كفرتم بعد إيمانكم " ، لقد نزلت هذه الآية في قوم من المنافقين كانوا يصلون مع النبي عليه السلام و يصومون و يجاهدون ، ولكن جلسوا جلسة سمر ، فقال أحدهم : ما وجدنا كقرائنا - يعني الصحابة - أرغب بطوناً واجبن عند اللقاء ، فأنزل الله الحكم فيهم بكفرهم . وإن الاستهزاء المتعمد بسنن الرسول عليه السلام كاللحية و السواك و الثياب وكل ما جاء صحيحاً عنه عليه السلام : كفر يخرج صاحبه من الإسلام و يصبح دمه هدراً فله السيف و لا يصلى عليه و لا يكفن و لا يقبر في مقابر المسلمين .
العلامة الحادية عشرة : الحلف كاذبا
قال تعالى : " ولا تطع كل حلاف مهين " ، وكلمة حلاف معناها : كثير الحلف أي يحلف بالله باستمرار ، فإن أهون شيء عليه إذا وقع في المأزق هو أن يحلف بالله كاذباً فيكون أيمانه وقاية له وهو قوله تعالى : " اتخذوا إيمانهم جِنة " . قال الشافعي : ما حلفت بالله صادقاً أو كاذباً، وهكذا يكون توقير الله الواحد الأحد .
العلامة الثانية عشر : الإنفاق كرهاً
إن المسلم إذا أنفق انشرح صدره ، وحمد الله أن يسر له طريق الخير لفعله ، ويسر له من يقبل صدقته ، فهي من علامات المؤمن ، أما المنافق فينفق ماله و يتصدق به وهو كاره ، فقد يبني مسجدا أو يتبرع بأموال طائلة ، لكن إما رياء أو سمعة ، فهذا أولى به أن يمسك عليه ماله كي لا يضيعه فيكون عليه حسرة ، والأولى أن يصلح نفسه وينته لتكون صدقته شاهداً له لا عليه .
العلامة الثالثة عشر : التخذيل
وهو أن يخذل المسلم أخاه فهو دائماً متشائم ، فإن كانت هناك حرب بين كفار لهم عدة و أسلحة ومسلمين أقل منهم ، خذلهم بقوله أن الكفار من سينتصر فلا مقارنة بين الجيشين ، وينسى قوله تعالى : " وما النصر إلا من عند الله " . ذلك أنه ما استعز بالله عز وجل ، فهو دائم التخذيل للمسلمين في كل أمر مهما كان ، حتى لو راى مسلم يسلك طريق الخير خذله بحجة أن لا فائدة فيه ومكوثه في البيت أولى.
العلامة الرابعة عشر : الإرجاف
إن المرجف هو من يكبر الحوادث قال الشعبي: ما رأيت مثل المرجفين و الله لو أصبحت تسع و تسعين مرة لنسوها و لعدوا على غلطة واحدة ، فهم يعظمون الأمور و يزعزعون القلوب - نعوذ بالله من ذلك .
العلامة الخامسة عشر: الاعتراض على القدر :قال تعالى : " ما أصاب من مصيبة في الأرض و لا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها " . فالمسلم يسلم بالقدر متذكراً هذه الآية الكريمة صابراً راجياً ثواب الصبر ، أما المنافق فيعترض ولا يرضى بقضاء الله ، فإن نزلت به مصيبة قال : لو فعلت كذا و كذا ، فيكون قد كفر بالقضاء و القدر ، فيحرم لذة الرضا بالقضاء و القدر و يحرم الثواب .
كما قال أبو تمام:
أتصبر للبلوى رجاء و حسبة
فتؤجر أم تسلو كسلو البهائم
العلامة السادسة عشر : الوقوع في أعراض الصالحين
وهو يختلف عن الاستهزاء بهم ، فالوقوع في أعراضهم مثل الغيبة : قال تعالى : " سلقوكم بألسنة حداد أشحةً على الخير " ، حدادٍ أي كأنها سيوف ، فهم ينالون من الصالحين بغيبتهم في المجالس . ومن الدعاء ما يكون غيبة حسب مقصد صاحبه ، فإذا قلت : ما رأيك في فلان قال غفر الله لنا و له ، و هو لا يريد الدعاء له بالمغفرة بل يريد شيئاً آخر ، و كأنه يقول هداه الله أو عفانا مما ابتلاه أو ماشابه .