السلام عليكم احببت ان اشارك مع اخواني و اخواتي في هذا الصالون الادبي بقصة قصيرة ، ارجو ان لا تبخلوا علي بردودكم
الكــرامــة؟؟؟؟
طرق باب معمل صغير، قال احدهم: من الطارق؟ ادخل .
برز شبح رجل في السبعين من العمر، يوحي مظهره أن الزمان لعب به لعبته المعروفة ... كانت جلبابه البنية اللون ممزقة ومتسخة، ينتعل بلغة تبدو كعجوز ترفض الصراخ أمام ضربات الزمان الموجعة... وجهه كدفتر لتعلم الخط، ولحيته البيضاء تضفي بعض الوقار على وجهه الكئيب، ولكن السر كان في عينيه الحزينتين، عينان تقولان أن صاحبهما هزم في معركة الحياة فلم يتقبل الهزيمة فانتحر بريق الحياة منهما.
عرف رب المعمل أن صاحبنا متسول، فتجاهله واستمر في عمله وكأنه لا يكفيه المنظر، وإنما يريد من هذا المتسول الجاثم أمامه أن يفعل شيئا آخر حتى يستحق ما سيرميه إليه من الفتات...فهم المتسول المقصود: فشرع يدعو له بالخير والذرية الصالحة و الرزق، وصوته كئيب، متقطع وضعيف: هل لأنه شيخ وكثرة الكلام تتعبه؟ أم أن شعوره بالذل يلجم لسانه عن الكلام ؟
ولكنه يعرف جيدا أن الكرامة تقتل صاحبها، وليستطيع العيش في هذا الواقع عليه أن يقدم تنازلات عديدة .....
بعد أن انتهى من الدعاء، وضع رب العمل يده في جيبه، وأخرج حزمة كبيرة من النقود، وبقي يقلب في تلك الحزمة، إلا أن وجد درهما فرماها قرب رجلي العجوز الذي أحس كأنما سهما غرس في صدره، أحس كأنه قتل... و لكنه يقتل في اليوم الآلاف المرات ؟؟؟
انحنى صاحبنا والتقط الدرهم التي أصبحت بالنسبة له جمرة كوته في يده عندما حملها، ولكنه لا يستطيع رميها، بل يصبر على حرارتها...
شكر رب العمل، و انصرف إلى حال سبيله، خاسف الرأس، يلتقط الفتات، بل الجمرات لتكويه بدون شفقة...
الكــرامــة؟؟؟؟
طرق باب معمل صغير، قال احدهم: من الطارق؟ ادخل .
برز شبح رجل في السبعين من العمر، يوحي مظهره أن الزمان لعب به لعبته المعروفة ... كانت جلبابه البنية اللون ممزقة ومتسخة، ينتعل بلغة تبدو كعجوز ترفض الصراخ أمام ضربات الزمان الموجعة... وجهه كدفتر لتعلم الخط، ولحيته البيضاء تضفي بعض الوقار على وجهه الكئيب، ولكن السر كان في عينيه الحزينتين، عينان تقولان أن صاحبهما هزم في معركة الحياة فلم يتقبل الهزيمة فانتحر بريق الحياة منهما.
عرف رب المعمل أن صاحبنا متسول، فتجاهله واستمر في عمله وكأنه لا يكفيه المنظر، وإنما يريد من هذا المتسول الجاثم أمامه أن يفعل شيئا آخر حتى يستحق ما سيرميه إليه من الفتات...فهم المتسول المقصود: فشرع يدعو له بالخير والذرية الصالحة و الرزق، وصوته كئيب، متقطع وضعيف: هل لأنه شيخ وكثرة الكلام تتعبه؟ أم أن شعوره بالذل يلجم لسانه عن الكلام ؟
ولكنه يعرف جيدا أن الكرامة تقتل صاحبها، وليستطيع العيش في هذا الواقع عليه أن يقدم تنازلات عديدة .....
بعد أن انتهى من الدعاء، وضع رب العمل يده في جيبه، وأخرج حزمة كبيرة من النقود، وبقي يقلب في تلك الحزمة، إلا أن وجد درهما فرماها قرب رجلي العجوز الذي أحس كأنما سهما غرس في صدره، أحس كأنه قتل... و لكنه يقتل في اليوم الآلاف المرات ؟؟؟
انحنى صاحبنا والتقط الدرهم التي أصبحت بالنسبة له جمرة كوته في يده عندما حملها، ولكنه لا يستطيع رميها، بل يصبر على حرارتها...
شكر رب العمل، و انصرف إلى حال سبيله، خاسف الرأس، يلتقط الفتات، بل الجمرات لتكويه بدون شفقة...